بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
هذا فضل ابي بكر في اية الغار قد بينه عمر ابن الخطاب في مناظرة مع الشيخ المفيد قدس لله نفسه الشريفة
قال الشيخ المفيد رحمة لله عليه : رايت في النوم كاني قد اجتزت بعض الطرق فرايت حلقة دائرة فيها ناس كثر فقلت ما هذا الجمع ؟
قالوا:هذا عمر ابن الخطاب يحاضر في الناس فاقتربت منه وسالته يا هذا اخبرني ما هو وجه دلالة افضلية صاحبك (اي ابي بكر بين ابي قحافة ) في قوله تعالى (ثاني اثنين اذ هما في الغار)؟
فقال عمر :وجه الافضلية لابي بكر في هذا على ستت وجه ومواضع
1- ان لله تعالى ذكر اسم نبيه محمد ص في الاية وذكر بعد اسم صاحبي فجعله ثانيه فقال تعالى( ثاني اثنين)
2-انه وصفهما بالاجتماع في مكان واحد لتالفيه بينهما فقال تعالى في هذا (اذ هما في الغار)
3-انه اضاف اليه بذكر الصحبة ليجمع بينهما فيما يقتضي الرتبة فقال تعالى في هذا (اذ يقول لصاحبه )
4- انه اخبر عن شفقة النبي ص فيه ويفقه به لموضعه عنده فقال تعالى في هذا (لا تحزن )
5-ان لله معهما على حدا سواء, ناصرا لهما ودافعا عنهما فقال تعالى في هذا (ان لله معنا)
6-انه اخبر عن نزول السكينة على قلب ابي بكر لان السكينة لا تفارق الرسول ص قط فقال تعالى في هذا (فانزل لله سكينته عليه)
فقال الشيخ المفيد رحمه لله لعمر قد حررت كلامك واستقصيت البيان فيه ولا احد يستطيع ان ياتي باحسن منه غير اني بعون لله ساجعل من كلامك هذا كرماد اشتدت به الريح فاقول:
اما قولك يا عمر انه ذكر اسم نبيه واسم صاحبك فكان ابابكر ثانيه فهوا اخبار عن عدد فقط ولعمري المؤمن والكافر اثنين كمان نعلم انا المؤمن والمؤمن اثنين فلا دليل على الافضلية في هذا لان العدد ليس بافضلية
واما قولك انه وصفهما بالاجتماع في مكان واحد فانه كالاول لان المكان يجمع بين المؤمن والكافر والشاهذ عليه ان النبي ص اجتع مع الكفار في مشجده وهو اشرف من الغار وايضا قال تعالى في كمتابه الشريف ( فما للذين كفروا قبلك مهطعين عن اليمين وعن الشمال عزين )
واما قولك انه اضف اليه ذكر صاحب فكالاول والثاني لا دليل على الافضلية فيه وهو اضعف من الا والثاني لان الصحبة قد تجمع ايضا بين المؤمن والكافر والدليل انه تعالى قال في كتابه (اذا قال لصلاحبه وهو يحاوره اكفرت بالذي خلقك من تراب ) وايضا فان الصحبة قد تقع علىالبهيمة فالعرب تقول عم الحمار بالصاحب وعن الكلب ايضا ولله خاطب النبي ص بالعربية المعتمدة عند اهلها
واما قولك انه قال له لاتحزن للشفقة به فاعلم يا عمر ان الرسول لا ينهى الا عن المعصية فلم نهاه هنا اذا لا يمكن للنبي ص ان ينهى طاعة لربه فلا افضلية هذا
واما قولك انه وصفه بان لله معه فان النبي ص اخبر ان لله معه خاصة وعبر عن نفسه بلغة الجمع فقال تعالى (انا نحن انزلنا الذكر وانا له لحافظون )
واما قولك ان لله انزل السكينة على ابي بكر لان السكينة مع النبي ص دائما فهذا فهذا كفر بحت لانه كفرت بكتاب لله وكذبته فقد قال لله تعالى (فانزل لله سكينته على الرسول وعلى المؤمنين والزمهم كلمة التقوى ) فلو كان صاحبك مؤمن فلما لم يقل لله في هذا الموضع انزل السكينة عليهما
فلم يحر عمر جوابا وتفرق الناس :d